قصص قصيرة

اتصل بالطوارئ قصة قصيرة

– ما الذي تراه الآن يا سيدي ؟
= عفوا سيدي الضابط !
– أقصد ما الذي تراه أمامك الآن يا سيدي في هذه اللحظة تحديدا !
= أنا أراك يا سيدي أنت !
– حقا ؟
= أجل سيدي الضابط
– إذا ما سبب إتصالك المتكرر بالطوارئ ليلا إذا كنت لا تعاني من أي شيء ، فقد قام رجال المطافئ بالتبليغ عن مزعج يقوم بالإتصال بهم دون سبب و الآن قد اكتشفنا بأنه أنت من يقوم بهذا فهل لك مبرر مقنع لهذه التصرفات!؟




= سيدي لقد ماتت زوجتي اثر حريق اندلع في منزلنا ، كنت خارج المنزل حينها ، فجئت راكضا إلى المنزل بعد أن رأيت سحب الدخان تتصاعد من منزلي ! ووجدت زوجتي في لحظاتها الأخيرة تصرخ لي من النافذة قبل أن تصل إليها ألسنة اللهب ” إتصل بالنجدة إتصل بالمطافئ بسرعة” و لكنني لم أفعل .. وقفت دون أي حراك مكتوف الأيدي كتمثال خشبي عديم الفائدة ، لأنه كما تعلم أن ذلك اليوم قد كان يوم ميلادها و لم أكن أملك ثمن الهدية ،فأردت مفاجأتها ، لذلك قمت ببيع هاتفي لشراء هدية لها، واشتريت لها خاتم الفضة الذي قد أعجبها قبل يومين في متجر المجوهرات ، لم أتمكن من الإتصال بالمطافئ لأنني قد قمت ببيع هاتفي و لم أجد من يقدم المساعدة لأننا نسكن في منطقة نائية خالية من السكان ،حاولت انقاذها و لكن دون جدوى ، فكما ترى قد انتهى الأمر بتشوه نصف جسدي قبل أن أسقط من الإغماء، و عندما اتصل بالمطافئ فإنني أشعر بالألم و المعاناة و الحريق بداخلي ، أشعر بالظلمة تخترق قلبي ، لذلك أقوم بتعذيب نفسي كلما تذكرت زوجتي ! ، صحيح أن رجال المطافئ قد قاموا بإخماد حريق المنزل ، و لكن قلبي ما يزال محترقا حتى الآن يا سيدي إنني ما أزال أحترق حتى هذه اللحظة
إنني آسف بشأن ما حدث و لكنك تتصل دائما بالمطافئ يا سيدي !
لأنها دائما وسط مخيلتي سيدي الضابط




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى