السيطرة على الواقع Transurfingتطوير الذات

عقدة الشعور بالذنب – فاديم زيلاند التوازن الجزء الخامس

الشعور بالذنب هو فائض محتمل في طبيعته الصرفة .
في الطبيعة، لا يوجد ما هو حسن أو سيئ . قوى التوازن تعتبرهما يتساويان حيث تتفعل طبيعيا ،وفي كلا الحالتين، بمجرد ما يظهر فائض محتمل .
. – عندما تسيء التصرف و تعي ما قمت به تبدأ في تأنيب نفسك : “يجب أن أنال عقابا ” فتخلق فائضا محتملا
. – عندما تحسن التصرف : تفخر بما قمت به : ” يجب أن أنال مكافأة ” فتخلق كذلك فائضا محتملا
قوى التوازن لا تملك أدنى فكرة لماذا يجب معاقبة أو مكافأة شخص ما، إنها فقط تزيل الانحرافات في المجال الطاقي.
ـ عندما يتملكك الشعور بالذنب فإنك بشكل أو بآخر تدفع الثمن وتعاقب .
ـ عندما لا تشعر بالذنب فالعقاب يمكن أن لا يطالك .




مع الأسف ، عندما تكون فخورا جدا بحسن فعلك وتصرفك فإنك تنال بدل المكافأة – العقاب لأن قوى التوازن تذيب الفائض المحتمل الظاهر في شكل ” الافتخار” وتستعيد التوازن بحصولك على عقوبة ،لأنه في هذه الحالة حصولك على المكافأة يقوي الفائض المحتمل.
عندما يشعرك أشخاص من حولك “عادلون” بذنبك، الفائض المحتمل يدخل شبكة معقدة وكأنما لا يكفيك ما تشعر به من ندم ليضيف هؤلاء “الشرفاء” مساهمتهم، ينتج عن ذلك أحساس بالذنب دون أساس يعمق منحى شعورك أن تكون دائما ذلك المذنب الذي يخلق القوة الفائضة أكثر .
على أية حال، سبب شعورك بالذنب ما هو إلا اختراع صرف .
الشعور بالذنب يمكن أن يدمر حياتك، لأنك ستكون طول الوقت تحت رحمة تأثير الفائض المحتمل، بتعبير آخر ستنال العقاب دائما وبطرق مختلفة جراء ما تتخيله من إساءات اقترفتها  لذلك،
هناك مثل يقول (مثل روسي) : “الوقاحة… هي السعادة الثانية”
بشكل عام، قوى التوازن لا تمس الأشخاص الذين لا يحسون بالندم والطبيعة لا تعرف معنى العدل، على العكس، الأشخاص الذين يشعرون بالذنب أمام سوء تصرفهم يجدون أنفسهم عرضة للأحزان بينما الأوغاد يحصلون تقريبا على كل شيء، لا يعاقبون بل وتقابلهم في غالب الأحيان النجاحات .

(( الصراط المستقيم )) و إتباع السيئة بحسنة فورية
الشعور بالذنب يصنع مباشرة سيناريو العقاب، وعقلك الباطن سيجعلك تؤدي الثمن بحصولك على جراح ومشاكل في أحسن الأحوال أو حادث بتداعيات مدمرة في أسوءها.
إحساسك بالذنب لا ينتج إلا الدمار، لا تعذب نفسك بهذا الشعور، إنه لا ينفع في شيء، من الأجدر أن تتصرف بشكل لا يجعلك تندم لاحقا، وعندما يحصل الأمر فتعذيبك لنفسك لن يجعل أحدا في حالة أحسن .
الوصايا العشر في الكتاب المقدس، لا تعلم الاخلاق بحيث تتعامل بشكل حسن ولكنها تعلم كيفية التصرف حتى لا ينتهك التوازن، إننا نحن من يفهمها بنظرة طفولية وكأن أمهاتنا تقول لنا بعدم التصرف بغباء حتى لا نعاقب بالوقوف في الزاوية
لا أحد ينوي معاقبة من يرتكب الأخطاء البسيطة ولكن الناس يخلقون مشاكلهم بأنفسهم فيتم انتهاك التوازن، والوصايا تحذر من ذلك
الشعور بالذنب وسيلة تمكن البندولات وكذلك المناورين والمتلاعبين بشكل خاص من امتصاص طاقتك
المناورون هم الأشخاص الذين يتصرفون بالقاعدة التالية :
” يجب عليك أن تفعل ما أقوله لك، لأنك مذنب”
” أنا أحسن منك.. لأنك مخطئ ”




يحاولون فرض “الشعور بالذنب” عبر اتهاماتهم المتلاحقة من أجل الحصول على بعض السلطة على من حولهم وتقوية أمانهم الخاص، خارجيا، يظهر هؤلاء الأشخاص بشكل ملائم ،لأن حديثهم عن الحسن والسيئ لا غبار عليه ، يتحدثون إذا بكلمات الحقيقة، ولذلك هم على صواب، كل أفعالهم رائعة وصحيحة .
ليس كل هؤلاء الأشخاص مناورون بمعنى الكلمة أو بدون استثناء، ولكنهم في غالبيتهم تحت تأثير الشكوك التي بقلوبهم، حيث يخبئون ذلك الصراع الداخلي الذي يعيشونه، غياب الطريق الواضح والهدف لديهم كالذي يملكه الأشخاص الأسوياء يدفعهم إلى البحث عن التأمين على حساب الآخرين … حاجتهم إلى إلقاء الدروس وتوجيه الغير نتيجة لحاجتهم لتأكيد وضعيتهم وقيمتهم ويفعلون ذلك بالانتقاص من الآخرين كشكل من أشكال علاقات التبعية .
كان بالإمكان أن يكون الأمر جيدا لو أن قوى التوازن توجهت لهؤلاء المناورين لينالوا ما يستحقونه ولكن في الطبيعة – لا يخلق الفائض المحتمل إلا في المكان الذي يوجد فيه ضغط، ولا يخلق عندما تكون الطاقة في حركة، في هذه الحالة، المناورون يجرون ويحركون الطاقة بواسطة اتهاماتهم وهذا لا يخلق الفائض المحتمل، ما يجعلهم في مأمن وأحرار في التصرف كما يشاءون ويغادرون هكذا….
بمجرد ما يظهر شخص استعداده للتأنيب، يتجمع حوله المناورون لامتصاص طاقته، لتتجنب تأثيرهم يكفيك أن ترفض لعب هذا الدور فترفض شعورك بالذنب، لا يجب عليك أن تبرر أفعالك لأي كان، لا دين عليك لأحد، عندما تكون مخطئا فمن الأحسن أن تنال عقوبتك مرة واحدة وتنهي الأمر دون الشعور بالذنب .
هل لك واجبات وديون أمام أقربائك، هنا الجواب أيضا هو “لا”، سؤالي لك، هل أنت في حقيقة الأمر تولي الإهتمام نتيجة لاقتناعك بأن شعورك بالذنب هو أحسن شيء تقوم به أو لسبب أنك ملزم بفعله – هذا طبعا، مشكل آخر.
إذا كنت تبرر كل وقت وحين، يجب عليك أن تتوقف عن ذلك، المناورون سيعرفون أنه لم تعد لهم فرصة امتصاص طاقتك، فيتركونك في سلام.
الإحساس بالذنب هو السبب الرئيسي لعقدة الشعور بالنقص، هذا الشعور يظهر عند مقارنتك نفسك بالآخرين وتبدأ مراسيم المحاكمة عندما تنصب نفسك قاضيا على نفسك، ويبدوا أنك لا تأخذ هذه الصفة فحسب، حيث تمر الأمور بشكل مغاير تماما منذ البداية تجعل نفسك عرضة لجذب العتاب، حيث تقبل من الأساس أن تكون متهما، تقبل أن توصف بالمذنب، فتقبل بالعقاب
عندما تقارن نفسك بالآخرين، فإنك تعطيهم الحق ليكونوا أعلى درجة منك، أنت من سمح لهم ليكونوا أحسن منك، وعلى الأرجح ،لم يفكروا هم في ذلك في البداية، قررت أن تكون أنت القاضي باسمهم جميعا، لذلك وبكل تأكيد، هذا ما ستحصل عليه سيحاكمك الناس لأنك أنت خلقت صك الاتهام وجلسات المحاكمة
استرجع حقك لأن تكون أنت، وأنهض من كرسي الاتهام، لا أحد سيجرؤ على محاكمتك عندما لا تشعر بالذنب.
قد يبدوا أنني أخاطب عواطفكم وأحرف الوقائع من أجل كسبكم… ولكن، عندما يسئ شخص التصرف ألن تجد دائما من يشير له بالأصبع ؟ – نعم- دائما موجودون و لكن لن يفعلوا ذلك إلا إذا شعروا بأنك مستعد لقبول العتاب مقابل أخطائك، عندما تشعر بأنك مذنب وأقل قيمة من الآخرين – ولو للحظة – سيشعرون بذلك،هذا أكيد، على العكس، عندما تكون متحررا من الإحساس بالذنب، لا أحد سيجرؤ على الرفع من شأنه وقيمته على حسابك.
من الصعب الاعتقاد بكل هذا حسب منطق “الصواب العام”، ولن أتمكن من إقناعك بواسطة الكلمات فقط، لذلك، إذا كنت غير مقتنع، هيا… جرب
يوجد مظهرين للإحساس بالذنب :

القوة والشجاعة،

الأشخاص الذين يشعرون بالذنب يسلمون غالبا إرادتهم للأشخاص الذين لا يشعرون بالذنب .




إذا كنت مرشحا لأكون مذنبا ولو في أمر واحد، فأنا في باطني مستعد لأنال عقوبة لذلك أنا مستعد أن أكون مرؤوسا و تابعا، وعندما لا أشعر نهائيا بالذنب ولي حاجة في التأمين على نفسي على حساب الآخرين، فأنا إذن، مستعد لأكون مناورا.. لا أحاول هنا أن أقسم الناس إلى دمى ومتلاعبين، أريد فقط أن أنظر وألاحظ هذا النموذج .
المسؤولون والقادة لديهم إحساس بالذنب ضعيف جدا، أو منعدم كليا، الشعور بالذنب مفهوم غريب بالنسبة للأشخاص عديمي الضمير، طريقتهم تجيز لهم المرور عبر المجزرة والمشي على الآخرين ، لذلك ليس مفاجئا أن يكون الأشخاص الذين لا يترددون يحصلون غالبا على الحكم.. مرة أخرى، هذا لا يعني أن السلطة سيئة أو الأشخاص حول السلطة سيئون، فمن الممكن أن تكون سعادتك بأن تصبح مختار أحد البندولات، كل شخص يقرر لنفسه ما يريد بوعيه، لا أحد يملك الحق أن يقول لك ما يجب أن تفعله وفي كل الأحوال، يجب أن تقول “لا” للشعور بالذنب..
أخترع الناس طريقة مثيرة للاهتمام لتذويب طاقة الفائض المحتمل الناتج عن الشعور بالذنب وهي : “طلب الصفح”، وبالفعل، إنها طريقة فعالة عندما يحمل شخص ما الشعور بالذنب فإنه يضطر للاحتفاظ بالطاقة السلبية وتقوية الفائض، وبمجرد ما يطلب الصفح، فإنه يحرر الطاقة الفائضة ويسمح لها بالذوبان..
طلب الصفح، الاعتراف بالأخطاء، الصلاة.. كلها طرق لالغاء الفائض المحتمل المقرون بالشعور بالذنب، الصفح يمكن الشخص من التحرر من تهمه ليتحسن شعوره، الشيء الوحيد المهم هنا، هو أن تكون متأكدا أن ندمك لن يتحول إلى تبعية للمناورين والمتلاعبين، إنهم ينتظرون هذه الفرصة دائما . سيذكرونك في كل مرة في المستقبل، وذلك بإثارتك حتى تحتفظ داخل قراراتك بشعورك بالذنب.. لا تسقط في هذا الفخ.. لك الحق أن تطلب الصفح مرة واحدة واحدة وأخيرة .
“أنطون تشيخف” الروائي الروسي المعروف قال : “سأخرج العبد من داخلي قطرة.. قطرة” هذه الجملة، توضح صورة التخلص من الإحساس بالذنب.
التخلص يعني الصراع، غير أن داخل “الترانسيرفنغ ” لا يوجد مكان للصراع أو إرغام على فعل شيء، الطريقة المقترحة أكثر إفادة : أن تقول “لا” يعني أن تختار، حيث تعيش باعتقادك : “لا أحد يملك الحق بالحكم عليك، لك الحق أن تكون أنت نفسك  وهذا يمكنك أن تكون كما أنت، دون الحاجة إلى إعطاء مبررات لأحد، سيختفي نتيجة لهذا خوفك واحتمال معاقبتك، وسيحصل أمر ملحوظ، لن يجرأ أحد منذ الآن ،أن يتحداك وهذا الأمر صحيح في أي ظرف أو حالة وجدت فيها : داخل سجن، في الجندية، في عصابة، في العمل، في الشارع أو في حانة …لن تتواجد في أية ظروف تكون فيها عرضة للعنف، سيتعرض آخرون له أحيانا، من حولك ولكن، ليس أنت، لأنك خلصت عقلك الباطن من الشعور بالذنب وبكل بساطة ستغيب سيناريوهات العنف من خط حياتك… هكذا هي الأمور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى