الرمال السوداء هي نوع من الصخور الرسوبية الموجودة في أجزاء كثيرة من العالم. تتكون في الغالب من جزيئات صغيرة ، يبلغ قطرها عادة أقل من 0.25 ملم ، ذات لون رمادي غامق أو أسود ولها لمعان معدني بسبب محتواها العالي من الحديد. يمكن أن يتكون الرمال السوداء من مصادر مختلفة بما في ذلك تدفقات الحمم البازلتية والانفجارات البركانية وعمليات التجوية مثل تآكل الرياح وأحداث النقل النهري مثل الفيضانات. في بعض الحالات ، قد تحتوي أيضًا على آثار من معادن أخرى مثل الكوارتز أو المغنتيت مما يمنحها مظهرًا وخصائصًا مميزة.
الشواطئ ذات الرمال السوداء شائعة على طول السواحل حيث أدت حركة الأمواج إلى تآكل التضاريس الساحلية بمرور الوقت مما أوجد رواسب كبيرة على الشواطئ في جميع أنحاء العالم من هاواي إلى نيوزيلندا إلى اليونان ومصر وما وراءها! يشير وجود الرمال السوداء إلى منطقة بها أمواج قوية يمكن أن تتآكل الصخور بشكل أسرع مما تتشكل – مما يؤدي إلى هذه الميزات الشاطئية الفريدة التي تجذب السياح من جميع أنحاء العالم لجمالهم وحده!
الخصائص الفيزيائية المرتبطة بالرمال السوداء تجعلها مفيدة للتطبيقات الصناعية أيضًا ؛ غالبًا ما تستخدمها شركات البناء عند إنشاء أساسات خرسانية نظرًا لأن محتواها العالي من الحديد يساعد في ربط المواد ببعضها البعض بشكل أكثر أمانًا مع السماح بتصريف المياه من خلال المادة نفسها – مما يجعلها مثالية لبناء الهياكل بالقرب من المسطحات المائية! بالإضافة إلى ذلك ، نظرًا لأن هذه الحبوب لا تتحلل بسهولة (ويرجع ذلك مرة أخرى إلى حد كبير إلى محتواها العالي من الحديد) ، فإنها تصنع مواد كاشطة ممتازة عند طحنها إلى جزيئات دقيقة ، لذا قد تجدها تُستخدم أثناء عمليات تشغيل المعادن أيضًا !. في النهاية ، بغض النظر عن أسبابك ، هناك شيء مميز حول المشي على طول تلك الشواطئ الجميلة المغطاة بهذا المعدن الغامض المظهر – مشاهد مذهلة حقًا تستحق المشاهدة مرة واحدة على الأقل إذا سنحت لك الفرصة!
استخدام الرمال السوداء فى الصناعات الاستراتيجية
عندما يتعلق الأمر بعمليات التصنيع والهندسة ، فإن الخصائص المغناطيسية للرمال السوداء مطلوبة بشدة من قبل المتخصصين في الصناعة الذين يبحثون عن طرق لزيادة كفاءة الإنتاج مع تقليل التكاليف المرتبطة بالتخلص من النفايات. من خلال الاستفادة من هذه الخصائص الطبيعية ، تمكنت الشركات من استخدام تقنيات متقدمة تشمل المغناطيس على خطوط التجميع الخاصة بها والتي تسمح لها بفرز الجزيئات بسرعة على أساس الحجم ولون الشكل وما إلى ذلك ، مما يسمح لها بتسريع دورات الإنتاج مع تقليل تكاليف العمالة بشكل كبير مقارنة الطرق التقليدية لفرز الحطام يدويًا.
بشكل عام ، سمحت تنوع استخدامات الرمال السوداء بأن تصبح مكونًا أساسيًا لعدد لا يحصى من الصناعات في جميع أنحاء العالم بدءًا من تطوير البنية التحتية وصولاً إلى تصنيع السيارات ، مما يجعل أحد أهم الموارد المتاحة اليوم
وسيعمل المشروع على إنتاج العديد من المعادن الاقتصادية الهامة والتي تدخل في العديد من
الصناعات الاستراتيجية مثل معدني الالمانيت والروتيل وهما مصدر رئيسي لإنتاج معدن
التيتانيوم، وهو معدن يدخل في الصناعات الاستراتيجية الهامة مثل صناعة هياكل الطائرات
والصواريخ والغواصات ومركبات الفضاء والأجهزة التعويضية.
كما سينتج المشروع ثاني أكسيد التيتانيوم وهو معدن يستخدم في تصيين الدهانات والأصباغ
والورق والجلود والمستحضرات الطبية، وكذلك سينتج المشروع معدن الزيركون الذي يدخل
في صناعة السيراميك والأدوات الصحية والزجاج والسبائك المواتير وتركيبات الأسنان وتبطين
الأفران.
أيضاً، يدخل معدن الماجنتايت في صناعة الحديد الإسفنجي وحديد الزهر عالي الجودة
والخرسانات التي تتحمل درجات الحرارة العالية والأسمدة المعدنية ويستخدم في إزالة ملوحة
التربة.
كما يدخل معدن الجرانيت في صناعة أحجار الخلج وأوراق الصنفرة وأيضا فلاتر المياه وقطع
الرخام والجرانيت بضغط الهواء والمياه، كما يعد معدن الزيركون مصدرا رئيسيا للعناصر
الأرضية النادرة والتي تستخدم في صناعة الرقائق الإلكترونية المستخدمة في الصناعات عالية
التقنية، مثل الهواتف الذكية والسيارات التي تعمل بالكهرباء، ومصدرا ثانويا للسيريوم
واليورانيوم.
الرمال السوداء على شواطئ بحيرة البرلس.
تحتضن الشواطئ المصرية بمساحات شاسعة كنزا اسمه الرمال السوداء تلك الرمال المتوافرة
على سواحل مصر المطلة على البحر المتوسط من رشيد إلى رفح بطول ٤٠٠ كيلو متر،
وتنتشر بفعل التيارات البحرية والأمواج فى تلك المناطق إلى جانب تواجدها فى الكثبان الرملية.
الرمال السوداء في رشيد.
، نشر أصدر مجلس الوزراء المصري شريطاً في ٢٦ أغسطس ٢٠٢١ مسجلاً حول امتلاك
مصر الرمال السوداء (الرمال المشعة) والتي تحتوي على عدة معادن ثقيلة. وأشار الفيديو إلى
موقعا غنيا . ً أن مصر تمتلك قرابة ١١ بالرمال السوداء
وأوضح أن الكمية موجودة بالفعل تستخرج بالأساس من عملية تكريك بحيرة البرلس. و لكن لا
توجد استثمار فعلي لتلك الرمال. بينما يستخدم سكان المنطقة تلك الرمال، في ردم وتعلية
كما أفاد بأن الرمال يمكن أن تستثمر إلى منتجات استراتيجية و٤١ صناعة مهمة، مثل:
“صناعة هياكل الطائرات والسيارات، وأنابيب البترول، ومواد الإشعاع النووي، وغيرها مما
يجعلها ثروة قومية للبلاد لا يُستهان بها”.
وتم إنشاء الشركة المصرية للرمال السوداء لتعظيم الاستفادة الاقتصادية من مشروع استغلال
المعادن الاقتصادية من الرمال السوداء، مع الالتزام بمعايير السلامة البيئية وهناك موقعان
للرمال السوداء بمحافظة كفر الشيخ، الأول شرق البرلس بملاحة منيسي التابعة لقرية الشهابية
على مساحة ٨٠ فدانا، والثاني بشمال الطريق الدولي غرب محطة توليد الكهرباء العملاقة
بالبرلس على مساحة ٣٥ فدانا، ويشارك في المشروع محافظة كفر الشيخ وجهاز مشروعات
الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة وهيئة المواد النووية وبنك الاستثمار، والمصنعان، الأول
بخبرة مصرية استرالية بشرق البرلس، والثاني بخبرة صينية بشمال البرلس، والاستثمارات
لمصنع الرمال بشمال البرلس قدرها ٢٤ مليون دولار.
