ملك وكتابة

سيرة جمال خاشقجي الذي شغل اختفاؤه وقتلة العالم؟

عُرف جمال خاشقجي الذي ولد في المدينة المنورة عام 1958 لأسرة ذات أصول تركية بانتقاداته للحكومة السعودية  ، بعد أن أصبح محمد بن سلمان , ولياً للعهد، والذي يقدم نفسه للعالم الخارجي باعتباره رائد إصلاحات، بينما شهدت بلاده موجة من الاعتقالات ضد رجال دين ونشطاء ومدافعين عن حقوق الإنسان وناشطات مدافعات عن حقوق النساء .وكتب خاشقجي في شهر سبتمبر2018 /أيلول الماضي في صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية عن ظروف مغادرته بلده قائلا: “تركت ,ورائي بيتي وأسرتي وعملي، وأنا الآن أرفع صوتي، لأن التزام الصمت خذلان لمن يعاني خلف القضبان. أنا الآن في موضع القادر على الحديث فيما كثيرون لا يستطيعون”.

و درس خاشقجي الصحافة في جامعة إنديانا الأمريكية، وبدأ حياته المهنية كمراسل صحفي. واشتهر أ كثر بعد نجاحه في تغطية أحداث أفغانستان والجزائر والكويت والشرق الأوسط في تسعينيات القرن الماضي.

وكان من الذين أثاروا موجة من الجدل عندما كتب تغريدة على موقعه في وسائل التواصل الاجتماعي، تويتر، مدافعاً عن الداعية الإسلامي يوسف القرضاوي، وعن جماعة الإخوان المسلمين المصنفين كـ “إرهابيين” من قبل السعودية والإمارات والبحرين ومصر

تولى منصب نائب رئيس تحرير صحيفة “أراب نيوز” في أواخر التسعينات ، وبقي في ذلك المنصب مدة أربعة أعوام.

وفي عام 2004 ، عُيّن رئيساً لتحرير صحيفة “الوطن” وهو المنصب الذي أُقيل منه دون إيضاح الأسباب .

وفي نفس العام، عمل مستشاراً إعلاميا للأمير تركي الفيصل، واستمر في عمله ذلك لسنوات. وكان تركي الفيصل مديرا للمخابرات السعودية لفترة طويلة (1977-2001) وبعدها تقلد مناصب هامة في السلك الدبلوماسي حيث تولى منصب سفير المملكة في بريطانيا وبعدها سفير السعودية في الولايات المتحدة.

وفي عام 2015، عُين مديراً عاماً لقناة “العرب” الإخبارية التي كان مقرها في المنامة، البحرين، والتي كان يمتلكها الأمير الوليد بن طلال، ولكنها سرعان ما أغلقت.

ورجّحت الصحف المحلية أسباب إغلاقها وقتذاك إلى خلاف مع السلطات البحرينية حول السياسة التحريرية.

في حين لم تعلق الحكومة البحرينية على سبب الإغلاق.

وعمل خاشقجي أيضاً معلقاً سياسياً، ظهر في عدد من القنوات السعودية والعربية.

وفي ديسمبر، 2017، أنهت صحيفة “الحياة اللندنية” لصاحبها الأمير خالد بن سلطان، علاقتها به ومنعت كتاباته التي تنشرها الصحيفة بدعوى ” تجاوزات ضد السعودية”.

كان خاشقجي يعيش قبل اختفائه في المنفى الاختياري في الولايات المتحدة.

وتحدث الصحفي جاسون رضائيان في صحيفة واشنطن بوست عن الاوضاع في السعودية قائلا: “مع كل إصلاح مفترض، تأتي موجة جديدة من الاعتقالات والأحكام بالسجن وزيادة في الاجراءات القمعية”.

وأضاف “مع كل نقطة تحول، قدم جمال لقراء واشنطن بوست تعليقا متبصرا ونقدا لاذعا عن البلد العصي على الفهم.

ويبلغ عدد متابعي خاشقجي على التويتر أكثر من مليون وستمائة ألف متابع.

أهم مؤلفاته

كتب خاشقجي عدة مؤلفات نالت إعجاب الكثيرين منها (علاقات حرجة- السعودية بعد 11 سبتمبر) و ( ربيع العرب زمن الإخوان المسلمين) و ( احتلال السوق السعودي).

وكان ينظر إليه في كثير من الأحيان كخبير بالأحوال الداخلية في السعودية، حتى قرر المغادرة منذ عام 2017 وسط تقارير عن شن حملة ضد أصحاب الرأي المخالفين لتوجهات ولي والعهد.

وكانت تغريدة لخاشقجي عن اعتقال صديقه الاقتصادي عصام الزامل على خلفية انة  انتقد خطط ولي العهد السعودي،

محمد بن سلمان في طرح خمسة في المئة من أسهم شركة أرامكو الحكومية للاكتتاب العام ضمن برنامج ولي العهد للاصلاح الاقتصادي، واعتقل بعد ذلك في سبتمبر/أيلول 2017.

وذكرت وسائل إعلام محلية في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الحالي ، أن التهم تشمل “الاتصال بقطر، والتحريض على احتجاجات الشباب على الحكومة، والتشكيك في نزاهة القضاء السعودي، إلى جانب الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة، ولقاء دبلوماسيين أجانب وتزويدهم بمعلومات وتحليلات عن الحراك الذي يجري في السعودية دون إبلاغ الجهات الرسمية بذلك”.

ولم تأت التقارير التي تحدثت عن محاكمة الرجل على ذكر اسمه، لكن أصدقاء مقربون للمعتقل وجماعة “القسط” الحقوقية في لندن، والذين يعملون على توثيق حالات المعتقلين في السجون السعودية أكدوا لوكالة رويترز هوية الرجل، وهو عصام الزامل.

وبحسب رويترز، لم يرد المكتب الإعلامي للحكومة السعودية على طلب التعليق

وقالت صحيفة عكاظ السعودية، إن من بين الاتهامات الموجهة للزامل “لقاء أجانب لهم صفة رسمية دبلوماسية وتزويدهم بمعلومات وتحليلات عن المملكة وما تقوم به من إجراءات وقرارات وما يحدث فيها من حراك مجتمعي مع عدم إبلاغ الجهات الرسمية بذلك “.

أما حول اتهامه بالانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين، فكانت على خلفية تواصله مع قطر “المتهمة بدعم الإرهاب”، الأمر الذي تنفيه قطر.

ويؤكد حساب معتقلي الرأي على إبرام المحكمة الجزائية المتخصصة جلسة سرية في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الحالي لعصام الزامل “وجهت له خلالها النيابة العامة عدة تهم وفق قانوني مكافحة الإرهاب ومكافحة جرائم المعلوماتية، مطالبة بما سمّته إنزال عقوبات مشددة ضده”.

وقدّر الزامل قبل اعتقاله قيمة أرامكو بـ 2 ترليون دولار، والذي أشار إليه محمد بن سلمان بأنه “سيتطلب من السلطات ضم الاحتياطيات النفطية للشركة في عملية البيع”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى