المجتمعقصص نجاحقصص نجاح

أهم ميزة تسويقية لكتابك من وجهه نظر آدم كروفت

من هو آدم كروفت ؟

هو شاب إنجليزي، يعيش في مدينة فليتويك بالمملكة المتحدة. كان يُكافح من أجل لقمة العيش، ودفع فواتيره، من خلال العمل كسائق تارة، أو كمستشار للتسويق عبر الإنترنت تارة أخرى، وفي بعض الأحيان كممثل هاو.

بدأ آدم الكتابة مبكراً. أول قصة كتبها كانت وهو في السادسة من عمره. ذات الأمر قد تكرر من قبل مع ج.ك. رولينج،

يهتم بتخطيط كتبه

آدم من محبي كتابة روايات الجريمة والإثارة. يقوم بالتخطيط؛ فهو يخطط لكتابه أولًا قبل أن يشرع في كتابته، كيف تكون البداية، وكيف تنتهي، ثم الفصول وتتابعها. التخطيط يريحه، ويوفر عليه كثيرًا.



حتى أنه من الممكن أن يكتب فصول رواياته بدون ترتيب، ما دما هناك هيكل تخطيطي واضح، وإن كان يميل لأن يكتب بشكل متتابع، فصلًا بعد فصل. يكتب ألفى كلمة كل يوم على الأقل، والكتاب لا يستغرق منه أكثر من ستين يومًا.

قال ذات مرة بأن ليس عليه أن يُخرج كتابًا واحدًا في العام إن كانت لديه القدرة على إخراج خمسة أو ستة كتب. ما دام القرّاء يريدون المزيد؛ فهو سيُلبي طلباتهم، بشرط ألا ينزل عن مستوى الجودة التي عودّهم عليها.

يكتب للناس وليس النقاد

كروفت يكتب ما يريد الناس قراءته؛ فهو لديه تلك النظرة الواقعية للسوق. ولأنه ملول؛ فهو ينوع في كتاباته بين السلاسل والروايات المكتملة. فهو يرى أن السلاسل مرهقة، لكنها مريحة. من الجميل أن يتابع الكاتب نموّ شخصياته في كل رواية يكتبها في السلسلة.

كروفت يقول بأنه مهتم جدًا بكل صغيرة وكبيرة في إخراج كتبه. فهو يعرض نسخة مبكرة من كتابه على مجموعة من القرّاء، حتى يحظى بملاحظاتهم القيّمة.

الاستعانة بالخبراء والإنصات للقراء

كذلك يعتمد على مدققين ومحررين، في الواقع يفعل نفس ما يفعله الكتّاب الذين ينشرون ورقيًا، لكن الأمر ليس مكلفًا جدًا.

كروفت يحب التواصل مع قُراءه بشكل مباشر، من خلال الرسائل التي تصل إليه. في البداية- وعندما تفرغ للكتابة بشكل كامل- كان يقوم بكل شيء، لكن بعد أن بدأت زوجته تساعده في عمليات التسويق؛ بدأ يتفرغ للكتابة بشكل أكبر.

روايته الأولى

كتب روايته الأولىToo Close for Comfort عام 2011، وكان يكتب في أوقات فراغه. الطريف في الأمر أنه عندما أنهى روايته الأولى لم يخطر له على بال أن يقدمها لأحدٍ لأن اعتقد أنها ليست جديرة بالقراءة.

لكن بالرغم من ذلك قرر أن ينشرها على كيندل أمازون، والتي تقدم للمؤلف 70% من كل نسخة مباعة، وبالفعل قام بنشرها، وكل أمله أن يقرأها أحدهم.

الأكثر طرافة: آدم لم يكن يعلم شيئًا عن النشر الذاتي، حتى أسبوعين قبل نشره الفعلي لروايته على كيندل أمازون!

ما الذي حدث بعد أن نشر روايته هذه على أمازون؟

حسنًا؛ فقد بدأت روايته في التحرك ببطء، وتحقيق مبيعات بسيطة، لكن كما تعلمون أن أول الغيث قطرة، حتى أتت اللحظة التي جعلت كروفت يوقن بأن عملية النشر الذاتي جدٌّ لا هزل فيها، وأن عليه الآن أن يتفرغ للكتابة. توالت كتبه المنشورة على أمازون. كانت تحقق مبيعات، لكن ليس بشكل عالٍ، لكن لا بأس علينا أن نتحلى بالصبر.

كيف تقتل زوجتك وتنقذ ابنتك؟

نأتي الآن لروايتهHer Last Tomorrow ، والتي حملت عنوانًا فرعيًا مثيرًا: كيف تقتل زوجتك وتنقذ ابنتك؟ وهى تمثل نقطة الانفجار بالنسبة لكروفت، والتي تغيرت حياته بعدها.

تقوم حبكة الرواية على رجلٍ تُختطف ابنته ذات الخمس سنوات، والخاطف يخبره بأن عليه يقتل زوجته، لو كان يريد إنقاذ ابنته! هذه الجملة المثيرة وضعت تحت العنوان الرئيسي، وهي فقرة مثيرة جعلت…



حسنًا، دعنا نتراجع قليلًا، ولا نستبق الأحداث!

الحقيقة أن كروفت كتب جزءًا من هذه الرواية، لكن البعض نصحه بألا ينشرها؛ فهو يخرج من نسق السلاسل الذي تعوّد عليه إلى كتابة الروايات المستقلة؛ وهذا ما جعله يلقيها في درج مكتبه غير مكتملة.

كورس في التسويق الإلكتروني

في نهاية صيف 2015 تغيّر كل شيء؛ فقد أخذ كروفت دورة عن التسويق عبر الفيسبوك، وبدأ الشاب يدخل عالم جديد من التسويق لكتبه، وحقق فيه بعض النجاحات.

هذا الأمر جعله يفتح درج مكتبه ويخرج رواية” Her Last Tomorrow “، ويُكمل كتابتها، ثم نشرها على أمازون كما هي العادة، حدث هذا في أوائل ديسمبر من نفس العام. نحن الآن في نهاية 2015، قبل الكريسماس، والعزيز كروفت يحسب بنساته القليلة، وكيف سيقضي ذلك العيد، ناهيك عن كومة من الفواتير تنتظر أن يسددها.

شيء لم يكن متوقعًا

وهنا حدث شيء لم يكن متوقعًا: راحت مبيعات روايته تنهال عليه؛ ففي عدة أسابيع راحت الرواية تحقق أرباحًا يومية مكونة من أربعة أرقام! طبعًا لا داعي لأن أقول بأنه قد سدد فواتيره كلها؛ بما يتضمن رهنًا عقاريًا كان على عاتقه.

تهافت دور النشر عليه

بعد نجاحه الكبير، عرضت عليه العديد من دور النشر عروضًا مغرية؛ لكنه رفضها، وفى فبراير عام 2016 وافق على النشر مع Thomas & Mercer، وهي تابعة لأمازون.

كان كروفت معجباً بهذه الدار وبقدراتها الفائقة في التسويق، واستهدافها للفئة التي تقرأ النوعية التي يكتبها، وهي ميزة كبرى تفتقد إليها دور النشر الورقية، والتي تقوم بالتسويق بطرق تقليدية؛ مثل توزيع المنشورات، ولصقها في محطات المترو.

ثم بدأت بعدها جهات خاصة بالإنتاج السينمائي والتليفزيوني تتحدث معه لتحويل كتبه للشاشة.

المليون الأول

هذه الرواية حققت 150.000 نسخة في خمسة أشهر؛ مما يجعلنا أن نقول بثقة أنه قد حقق أول مليون جنيه استرليني له من النشر الإلكتروني($1.4m)   في عام 2016 فقط، بينما حقق 29000 دولارًا في 2015! صرح كروفت بأنه باع خلال خمس سنوات 350.000 نسخة من كتبه. في الواقع سلسلته Knight & Culverhouse تفوقت في مبيعاتها على هاري بوتر والطفل الملعون في كندا في 2016.

وصلت أرباح كروفت 2900 دولارًا يوميًا، وهو رقم يفوق بكثير المبالغ التي يحصل عليها الكتّاب الذين ينشرون ورقيًا في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. طبعًا نحن نتكلم هنا عن الفئة العادية من المؤلفين وليس النجوم الذين يربحون الملايين سنويًا؛ مثل ج.ك. رولينج، وجيمس باترسون، وستيفن كنج، وغيرهم.

الدروس المستفادة من هذه القصة:

ربما بعد أن تصل إلى هنا ستشعر بالضياع قليلًا، لكن دعني أساعدك. لو أردنا أن نخرج بعدة نقاط مهمة من هذه القصة؛ فستكون كالتالي:

لا يوجد نجاح مفاجئ

يوجد تعب، وعمل على المدي البعيد، وفى نقطة ما سيتغير كل شيء. ربما يكون التغيير بطيئًا، أو سريعًا، لكن يسبقه جهد وتخطيط. نعم، هناك قصص يحدث فيها نجاح مفاجئ لأسباب متعلقة بالسوق، ورغبات القرّاء، والحالة العامة، لكنه سيكون مربكًا لصاحبه، وربما يهوى من حالقٍ، إلا لو كان ذكيًا، وتعلم من تجربته هذه.



التسويق مهم جدًا

قد تكتب كتابًا رائعًا، لكن بدون تسويق لن يسمع أحدٌ بكتابك على الأغلب.

والمتعة والإثارة في الأعمال الروائية

العناوين المثيرة، والفقرات الفرعية الغامضة تجذب القارئ لإرواء فضوله. لا تنس مقولة” الفضول قتل القط”. إنها مفتاح مهم جدًا في جذب القارئ.

لا تهتم بأقوال الناس

تُرى لو استمع كروفت لناصحيه بألا يهتم ينشر روايته هذه؛ هل كان من الممكن أن يحقق نجاحه المبهر؟ نعم، اهتم بآراء الناس، لكن بالقدر الذي لا يجعلك تحجم عن اتخاذ قرارات شجاعة؛ قد تغيّر حياتك بالكامل.

لا تختبئ في برجك العاجي

التواصل مع القرّاء في غاية الأهمية؛ فهو يجعلك معهم، تعرف ما يحبونه ويكرهونه، وهو ما يقودنا للنقاط التالية.

  • اهتم بما يحب الناس قراءته، وفى ذات الوقت ما تحب أنت أن تكتبه.
  • لو كنت تشعر بالملل؛ فقم بالتنويع بين ما تكتب؛ فلن تعرف آخر حدودك إلا لو حاولت الخروج عن هذه الحدود!
  • استمر في الكتابة دون توقف. كل يوم تكتب فيه؛ سيبدأ نجمك في البزوغ. ربما ببطء. ربما بشكل غير ملحوظ. لكن الأمر أشبه ببناء معقد تقوم ببنائه عبر سنوات: حجر فوق حجر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى