السيطرة على الواقع Transurfingتطوير الذات

الرغبة في الحصول على شئ أو عدم الحصول عليه فاديم زيلاند التوازن – الجزء الرابع

“تريد الكثير، إذن لن تحصل على شئ “

هذه المقولة الطفولية تحمل شكلا من الحقيقة ، ويمكن أن أعيد صياغتها بشكل بسيط :

 عندما ترغب بقوة في شئ لدرجة استعدادك للمخاطرة بكل ما لديك للحصول عليه، فإنك تخلق ” فائضا محتملا ” ضخما يخل بالتوازن قوى التوازن تنقلك نتيجة لذلك، الى خط حياة حيث موضوع رغبتك لا يوجد نهائيا.




على المستوى الطاقي ،إذا أردنا وصف سلوك إنسان مهووس برغبته، فإن الأمر يشبه حالة الخنزير البري وهو يحاول اصطياد الطائر الأزرق  رغبته القوية تدفعه وبمجرد تفكيره في الأمر إلى الانزعاج والصياح فيضرب الأرض بأقدامه .. طبعا وطبيعيا .. يطير الطائر .. لو أن صيادنا مشى ببساطة قربه دون إيلاء انتباه .. لكان له حظ أوفر لإمساكه من ذيله.

يمكن أن نصنف الإرادة الى ثلاثة أشكال 
الشكل الأول :

عندما تتحول الرغبة الكبيرة إلى نية بالحصول على الهدف والسعي، تتحقق هذه الرغبة حيث يتلاشى ” الفائض المحتمل ” في الفضاء لأن طاقة الرغبة موجهة عبر الفعل و الحركة لتحقيقها
الشكل الثاني :

عندما يكون مع الرغبة غياب للحركة وحضور لمشاعر العذاب التي تمثل بامتياز “فائضا محتملا ” قويا ، هذا الفائض معلق في الفضاء الطاقي ، في أحسن الأحوال يؤدي الى إنهاك طاقة الشخص المعّذب، وفي أسوئها يجذب إليه جميع أنواع المشاكل
الشكل الثالث :

أكثر الأشكال غدرا بصاحبه، عندما تتحول الرغبة الجامحة الى علاقة تبعية وشرطية ، فتولد فائضا محتملا ضخما طبيعيا و ستتجمع قوى التوازن بشكل ضخم أيضا لإنهاء الحالة، واستعادة التوازن . 




: بشكل عام يعتقد الناس ويفكرون هكذا
إذا تحققت رغبتي .. وضعيتي ستتحسن بشكل كبير
إذا لم أحقق رغبتي .. فحياتي ليست لها أي معنى
عندما أحقق هذا .. سأبرهن للعالم عن قيمتي
إذا لم أفعل هذا .. فأنا لا أساوي شيئا
إذا تمكنت من الحصول على هذا .. سيكون الأمر رائعا
إذا لم أتمكن من الحصول على هذا .. سيكون الأمر سيئا جدا
عندما تكون مرهونا بموضوع رغبتك ، فإنك تدخل نفسك دوامة لن تتمكن من الخروج منها إلا متعبا ،حيث ستتخلى عن رغبتك في آخر المطاف.. قوى التوازن لا تعبأ بعذابك ومشاعرك حيث أنك في هذه الحالة بالضبط ، ضحية لسبب أن رغبتك كبيرة ليس إلا .
لتحقيق أمنياتك ،عليك أن تختار الشكل الأول عندما تتحول رغبتك إلى نية صافية متحررة من ” الفائض المحتمل”
تعودنا في حياتنا أن ندفع ثمنا مقابل كل شئ ، لا شئ مجاني ، وفي حقيقة الأمر فإننا ندفع ديوننا من ” الفائض المحتمل” الذي نخلقه بأنفسنا
كل شئ مجاني في فضاء الإحتمالات، ويمكن اعتبار غياب الأهمية والتبعية والشرطية شكلا من أشكال الدفع و الآداء
من أجل الذهاب إلى خط الحياة الذي تتحول فيه رغبتك إلى واقع ، فإن الشئ الوحيد الذي تحتاجه هو ” النية الصافية ” .. سنتحدث عنها لاحقا .. الآن نكتفي بمعرفتنا أن النية الصافية هي عندما تتوحد الرغبة مع العمل والسعي ، ارادتك أثناء ذلك ، خالية من الأهمية المبالغ فيها  مثلا – نيتك الذهاب إلى المكتبة المجاورة لشراء مجلة هي نية صافية
كلما أعطيت قيمة أكبر لحدث ما، كلما كبر احتمال خسارتك . من الضروري إذن ، أن تخفض من قيمة الأمور علي سلم الأهمية
من جهة أخرى ، إرادتك لتفادي شئ ما ، هو نتيجة منطقية لعدم رضاك عن العالم الذي يحيط بك أو عن نفسك – كلما زادت رغبتك في تفادي أمر ما ، كلما واجهك أكثر مما تتفاداه، حيث تتفاعل قوى التوازن لإرساء التوازن
إليكم مثال يوضح ماذا يقع عندما لا ترغب وبشدة حصول شئ ما
يحضر شخص استقبالا راقيا في سفارة … كل شئ بهي، فاتن وراق، فجأة يبدأ هذا الرجل بخبط يديه ورجليه ويصيح عاليا أنه لا يرغب أن يخرجوه من هذا المكان ، طبيعيا يتدخل رجال الأمن ،يمسكون بهذا الرجل غريب الأطوار وهو يعاند ويصيح ، ليجد نفسه خارج المبنى … طبعا هذه صورة فيها مبالغة للواقع ، ولكن على المستوى الطاقي، هذا ما يحدث بالضبط في حركية الطاقات المتفاعلة
نأخد مثالا آخر:




لنفترض أنك استيقظت وسط الليل على ضجيج جيرانك أنت تريد أن تنام لتستيقظ باكرا لعملك ، ولكن يبدوا أن جيرانك في بداية سهرتهم ، كلما رغبت ان يهدأوا ..كلما استمرت حفلتهم ، وكلما غضبت أكثر ، كلما صارت أكثر صخبا .. إذا بدأت تكرههم بدرجة كبيرة ، فأنا أضمن لك أن مثل هذه السهرات سيقيمونها بشكل أكثر … لحل هذا المشكل يمكنك ان تختار إحدى طرق مواجهة وهزم البندولات.. أن تتجاهله ولا تعييره اهتماما و لا مشاعر بذلك لا يخلق أي فائض محتمل، أنت لاتبث طاقة من نفس تردداته، فيجدك “فارغا” عند مواجهته
كن واعيا أن لديك دائما الاختيار ، جيرانك سيهدؤون لتنام أنت في هدوء … هكذا هي الأمور ، لذلك هيا … جربوا هذا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى