السيطرة على الواقع Transurfing

كن حرا حتى من الذين يهتفون بحريتك – فاديم زيلاند

البندولات -الجزء الثاني – Balanciers ou Pendules
يشتكي أغلب الناس أنهم يحصلون على ضد ما يريدون، كل ما يكرهون بشدة أو يخافون أو يحتقرون… من جهة أخرى هناك العديد من الأشياء التي لا تحبها أيضا و لكنها لا تقلقك في الوقت الراهن.. في هذه الحالة، فإن هذه الأشياء تغيب عن حياتك.. و بمجرد ما تبدأ في الشكوى والتعبير عن كرهك و تضع عواطفك إزاءها فأنها تتجسد في حياتك بالضرورة.
المعركة مع البندول تعني أن تعطيه طاقتك،.. أول وأهم شروط الفوز في معركتك ضده هي أن ترفض المعركة أصلا. عندما تركز أفكارك فيما لا تحب فإنها تتجسد في واقعك و كلما كنت نشطا في محاربة البندولات المزعجة كلما توالت المطاردات بينكم، يجب بكل هدوء الإعتراف و القبول بها كشرط لا بد منه و بعد ذلك الخروج من دائرته، عندما تتجاهله يتجاهلك هو الآخر.
كقاعدة عامة، قليلا ما يعرف الناس ما يريدون و لكنهم يعرفون بالضبط ما لا يريدون.. أثناء محاولاتهم تفادي ما لا يرغبون فيه فإنهم يتصرفون بشكل يؤدي إلى نتائج عكسية، كل ما يخيفك و تكرهه يسيطر غالبا على تفكيرك و بالتالي يتواجد في طبقة عالمك بفائض. إذا كنت لا تحب شيئا, تفاداه و لا تفكر فيه و لا تبالي به و سيختفي بكل بساطة من حياتك
لتتجنب ما يقلقك يجب بداية أن تتقبله، أن تمرره من خلالك و تودعه مشيرا بيديك “إلى اللقاء!” و هذا يعني الإعتراف بحقه في التواجد.
 في معرض اللوحات الفنية، يوجد كثير من اللوحات التي قد لا تعجبك و لكنك لم تفكر أبدا أن تطالب بإزالتها.




أحسن دفاع في وجه هذه البندولات الطاقية هو “الفراغ” إذا كنتُ “فارغا” فلن يستطيع التأرجح بواسطة طاقة تفكيري و مشاعري لأني لا ألعب لعبته و لا أحاول أن أحمي نفسي منه، أتجاهله بكل بساطة.. طاقة البندول تضيع دون أن تقبضني.. لعبته لا تغريني، لا تهمني و لا تمسني.. في علاقتي به أنا “فارغ” و بذلك يختفي من حياتي . تقنية “الإجتناب اللين” تكمن في أنك و عند أول استفزاز من البندول، توافقه.. و بعد ذلك و بكل ديبلوماسية تمشي إلى طريقك و تتذكر في الوقت المناسب أنه بندول يبحث ليقتات من طاقتك, تقنية تشبه ما هو متعارف عليه في فن “الأيكيدو” عندما لا ترفض أن يهاجمك العدو.. بل تستقبله, تأخذه من يده و تصرفه إلى حيث قوته… إذا وضعت لنفسك هدف أن تتذكر فمع الوقت ستتقوى مناعتك أمام استفزازات البندولات.
عند كل فوز لك، فإن طاقة البندول تتحول إليك و تصبح أنت أقوى.. عندما تكون قد تخطيت مشكلة ما بنجاح فإنك طبيعيا أقوى حيث لن تعتبرها مشكلة في المرة القادمة.. الحلول العبقرية و الغير العادية تأتي بالضبط عندما يصبح الإنسان حرا من تأثير البندولات و يكتسب حرية التفكير في اتجاهات أخرى
عندما تتعود أن تتذكر أن البندول يحاول كل مرة استفزازك ، فإنك تستطيع بوعي أن تقوم باختيار
“ـ إعطاءه طاقتك مع الإمتناع عن التعبير عن عواطفك. أو أن تتركه بدون شيئ .. “الفراغ”
إذا كنا في كل مرة نتذكر فعل هذا، فسيصبح الأمر بالنسبة لنا سهلا جدا
من التعابير الجميلة التي يستعملها ڨاديم زيلاند هي عندما يقول  “قدم نفسك للكراء”  بمعنى تعامل كما العادة دون أن تشارك في اللعبة، تعامل كملاحظ جانبي، أنظر إلى الحالة من الجانب، لا تدع المشكلة تخيفك، تقبضك، تقلقك أو تعسر عليك، تذكر دائما أنه توجد حلول بسيطة لأي مشكلة وأرادوا لك كما برمجوك أن تبحث عن الحلول الصعبة.
البندولات كالطفيليات لا تملك وعيا و منتشرة في كل هذا الكون طبيعيا، إنهم يمثلون الحضارة الثانية على الأرض و هي حضارة قوية جدا لأنها بخفية و هدوء تقود الحضارة الأولى.
حريتك هي استقلالك من البندولات الغريبة عنك، غير أنه تتواجد بندولات تتأرجح في نطاق مصلحتك، إنها بندولاتك, حيث لا يمكن اعتبارها شرا مطلقا عندما تتصرف بوعي إزاءها .
لا يستطيع الإنسان أن يكون مستقلا تماما عن البندولات و السؤال المهم و المصيري هو في كيفية تجنب تأثيرهم و استعمالهم بوعي لمصلحته .




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى