الخرائط الذهنية

كيف يستطيع عقلك تكوين خريطة ذهنية تساعده على التعلم

العقل لديه القدرة على تذكر أشياء كثيرة وبالتفصيل، فعلى سبيل المثال اذا كنت تجلس على مكتبك الآن واغمضت عينيك ستجد انك فى هذا الوقت قادرا على تذكر مكان الألة الحاسبة أو القلم المفقود منك. وفى بعض الاحيان وبدون وعى منك ستجد انك تتذكر بعض الاشياء التى تحتاجها فى نفس الوقت الذى يحاول فيه عقلك الواعى فى التفكير فى حل مشكلة ما او عمل قرار مهم.

وتجد أن الشخص الذى أصبح ضرير يجد صعوبة بالغة وخاصة عند الشخص البالغ يجد نفسه معاق بعدم قدرته على استخدام الرؤية فى استشعار البيئة المحيطة به، فهو يتكيف على حالته بسبب اعتماده على ذاكرته فى كيف كانت الاشياء موضوعه فى مكانها. وهنا الخريطة الذهنية لديه فجأة تصبح هى أهم شئ لديه. ويصبح الكفيف عليه أن يخلق العالم أو البيئة المحيطة به فى عقله باستخدام الحواس الاخرى غير حاسة البصر لمساعدته فى استشعار ماحوله ويتأقلم مع حالته فى اكتشاف المعلومات من حوله عن طريق الحواس.

ويعد الكفيف قادرا على استخدام تخيله وذاكرته كى يتحرك ويستطيع السير بمفرده، وعلى سبيل المثال عندما تجد شخص ضرير يسير فى المدينة فليس فى مقدرته السير وفقا لعلامات الطرق أو المبانى أو اى من اشارات الشوارع ولكن لديهم علامات بديلة ترشدهم إلى الطريق مثل رائحة مشروب القهوة الذكى التى تنبعث من مقهى قريب للمكان أو رائحة خبز طازج من مخبز قريب. لذا استخدام الضرير للحواس الاخرى مثل الشم أو الاحساس بنوع الطريق الذى يسير عليه اذا كان طريق به حصى أو طريق به احجار أو طريق مستوِ أو عن طريق سماع أصوات قطارات الأنفاق الكهربائية أو سير القطار أو المواصلات فى ملتقى مزدحم أو موقف المواصلات، فكل هذه الحواس يستخدمها الضرير فى الوصول إلى الأماكن التى يرغب بها فعما قريب سيجد الكفيف الطريق أصبح مألوفاً لديه مستخدما حواسه تماما مثل “الخرائط” الذهنية المرئية لدى الأشخاص العاديين.

وبنفس الأسلوب يستعمل الناس الخرائط الذهنية لتساعدهم فى تذكر معلومات أكثر، وهذه الوسيلة فى التذكير تساعد الطلاب لتنمية وتطوير مهارات الدراسة لديهم. وفى الواقع أى شخص يستطيع استخدام الخرائط الذهنية لمساعدته فى تحسين ذاكرته والحث على التعليم، ومثل هذا التدريب على تطوير الذاكرة قد وجد استحسان لدى العديد من الأشخاص من يريدون تحسين ذاكراتهم لأداء أفضل فى العمل واللعب وفى المدرسة وفى أى تمرين مستمر يستطيع أن يجعل ذاكرة الانسان قوية حتى مع العمر المتقدم.

ومنذ زمن بعيد حاول العلماء وأطباء الأعصاب تحديد أى منطقة فى الدماغ يقع بها التوجه المكانى، والدراسات الحديثة أثبتت أن الحُصين وهو جزء من المخيخ يظهر فى القرن الصدغى للبطين الجانبى للدماغ ويستطيع أن يقوم بدور هام جدا فى عملية التوجه المكانى، والحُصين هو جزء من جهاز حوفى والذى يعتبر مركز التحكم لعملية تخمين وتذكر المعلومات وهو مكان تلك الذاكرة قصيرة المدى.

وقامت طبيبة أعصاب بريطاية تدعى إلينور ماجوير بعمل أبحاث عن سؤال أين يوجد الحس الانسانى للتوجه المكانى؟ وقد قامت بعمل بحث على سائقى السيارات فى لندن ويعتبر سائقى سيارات الأجرة ذات اللون الأسود مشهورين بقدرتهم على الوصول إلى أى مكان فى لندن، ولكى تكتشف أى جزء فى دماغ الانسان يكون نشط أثناء القيادة لدى السائقين قامت إلينور باستخدام اجهزة الكمبيوتر لترى من خلالها دورة الدم لأجزاء للدماغ، وأثناء الاختبار جعلت السائقين معصوبى العينين ثم سألتهم هل تستطيعوا أن تحددوا شكل ووصف الطريق فى عقولكم، وأثناء وصفهم وتخيلهم لرسم الطريق فى عقولهم كانت أجهزة الكمبيوتر تلاحظ الجزء النشط السريع الموجود فى الجزء الخلفى الأيمن من الدماغ وهو مكان الحُصين. لذا يعد هذا الجزء من الدماغ (الحُصين) هو المسئول عن قراء الخرائط الذهنية. فقد قامت الطبيبة إلينور ماجوير باستنتاج نتيجة كبيرة ونادرة بالنسبة للعلماء أن ينجحوا فى تحديد وظيفة مخصصة لجزء معين فى الدماغ، وهذا لأن تحت الظروف الطبيعية أجزاء مختلفة من المخ تتشارك مع بعضها فى عمليات التفكير المعقدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى